تقرير : الرسالة عبدالرحيم  الخرطوم فى 8 ابريل 2023م (سونا)- يصادف اليوم  السابع عشر من رمضان ذكرى غزوة بدر الكبرى وهو يوم الفرقان ، تلك المعركة التي فرق الله فيها بين الحق والباطل والعدل والجور، المعركة التي جبرت قلوب المؤمنين وأرهبت كفار قريش وكسرت شوكتهم ، وبالرغم من مرور ما يزيد عن ال (1400) سنة على هذه المعركة إلا أن المسلمين يستشعرون معانيها في كل عام ويحتفلون بذكراها المباركة مستبشرين بنصر الإسلام وإعلاء قيمه وإرساء دعائمه واستمراره على مدى القرون في كل أنحاء العالم. تذكرنا غزوة بدر الكبرى بأن الإسلام لن يكون ضعيفا أبدا وأن رمضان ليس شهر كسل ونوم كما يظن الكثيرون، ففي رمضان يمكن أن تحمل السيف وتقاتل عدوك وتنتصر عليه ثم تعود إلى وطنك الذي خرجت منه سرا لتدخله معززا مكرما وتسامح قومك على كل ما فعلوه بك قائلا : ( اذهبوا فأنتم الطلقاء ) .. هكذا فعل معلم البشرية وخاتم الرسالات السماوية محمد بن عبدالله عليه افضل الصلاة والتسليم، فانتصر في بدر بقوة قليلة من المسلمين أيدها الله بالملائكة كما جاء في القرآن الكريم. ورد ذكر بدر في سورة الأنفال حتى أن بعض الصحابة أطلق عليها سورة القتال؛ لأنها تتحدث عن أول قتال في الإسلام، وأطلق عليها سورة الفرقان؛ لتسمية الله تعالى لها في السورة: ﴿ يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ ﴾ [الأنفال: 41]، أو سورة بدر؛ كما صح عن ابن عباس، ولأنها نزلت في أعقاب غزوة بدر لتصفَ أحداثها. 

وقال تعالى في سورة آل عمران : "وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنتُمْ أَذِلَّةٌ ۖ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ" (123) فسر الإمام القرطبي هذه الآية قائلا : "قوله تعالى : ((ولقد نصركم الله ببدر)) كانت بدر يوم سبعة عشر من رمضان ، يوم جمعة لثمانية عشر شهرا من الهجرة ، وبدر بئر ماء هنالك وبه سمي الموضع، وقال الشعبي : كان ذلك الماء لرجل من جهينة يسمى بدرا ، وبه سمي الموضع ، و( أذلة ) معناها قليلون،وذلك أنهم كانوا ثلاثمائة وثلاثة عشر أو أربعة عشر رجلا . وقيل ان عددهم ثلاثمائة وبضع وستين . وأذلة جمع ذليل . واسم الذل في هذا الموضع مستعار ، ولم يكونوا في أنفسهم إلا أعزة ، ولكن نسبتهم إلى عدوهم وإلى جميع الكفار في أقطار الأرض تقتضي عند التأمل ذلتهم وأنهم يغلبون . والنصر العون، فنصرهم الله يوم بدر ، وقتل صناديد المشركين ،ابوجهل عمرو بن هشام،وامية بن خلف،وعتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة،  وعلى ذلك اليوم ابتني الإسلام ، وكان أول قتال قاتله النبي - صلى الله عليه وسلم - وفي صحيح مسلم عن بريدة قال : غزا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سبع عشرة غزوة ، قاتل في ثمان منهن ،  قال محمد بن سعد في كتاب الطبقات له : إن غزوات رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سبع وعشرون غزوة ، وسراياه ست وخمسون ، وفي رواية ست وأربعون ، والتي قاتل فيها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : بدر وأحد والمريسيع والخندق وخيبر وقريظة والفتح وحنين والطائف . قال ابن سعد : هذا الذي اجتمع لنا عليه . 

وكان الشيخ أحمد الحبال الرفاعي عليه رحمة الله يعظم هذه الليلة و يقول : (من يستطيع سرد أسماء أهل بدر الكرام في هذه الليلة  فليفعل فإنها تتنزل الرحمات عند ذكرهم ويحقق الله المراد ) كما كان يوصي بذلك الشيخ ناجي الرفاعي رحمه الله ، وورد عن سيدنا أبو سليمان  الداراني  رضي الله عنه أنه سمع من مشائخ الحديث {  أن الدعاء مستجاب عند ذكر أسماء أهل بدر }  الصحابة البدريون: شارك في غزوة بدر ثلاثمائة وثلاثة وستون من الصحابة، فالمهاجرون من ذلك أربعة وتسعون ، والباقون أنصار رسول الله صلى الله عليه وسلم ، الأوس منهم أربعة وسبعون ، والخزرج مائة وخمسة وتسعون ، والشهداء من ذلك أربعة عشر صحابيا : ستة من المهاجرين ، وثمانية من الأنصار.  ونحن نستشعر باهمية هذا اليوم ندعو لاتخاذ معانيه واعتبار عظته والعمل بها فى تلك الايام العصيبة التى ظلت تعاني منها البشرية جمعاء خاصة المسلمين فى كل بقاع الكرة الارضية حيث تضاءلت مسئوليات المسلمين فى الدفاع عن اسلامهم وقيمهم وتتصدر الكفار والمشركين منصات العمل الاجتماعي والخطابي لتشويش الافكار الاسلامية وتعميق الخلاف بين الامة ومنهجها مما يحتم على المسلمين جميعا توحيد كلمتهم وصفوفهم للدفاع على القيم والاخلاق الاسلامية التى تصون مجتمعاتهم وتحافظ على انسانيتهم وتوازن بين الحق والباطل وتتصدر خطاباتهم منصات العالم للجهر بالدعوة الى الحق المبين والعدالة السماوية فالقوى منتصر بدينه وعقيدته دائما والضعيف مستكين برجعيته وانحرافه عن طريق التوحيد والاسلام.

والخوف ليس لضياع الاسلام وقيمه فالدين محفوظ برب الخالق( انا نحن  نزلنا الذكر وانا له لحافظون) ولكن الخوف من ضياع اوطاننا كوادرنا البشرية المتقدمة والمتطورة ولذلك لابد من ان نتحد للحفاظ على الارض والعرض والقيم والاخلاق وفى ذلك فليتنافس المتنافسون.

أخبار ذات صلة