اعداد/ سعيدة همت محمد

الخرطوم 2-5-2019(سونا)-يتغير نمط حياة المسلم في رمضان وتتسنى للصائم فرصة ثمينة لتبني نظام حياة صحي، يسهم بدوره في تخفيف وزن الجسم وضبط مستوى السكر في الدم و إليكم دليل التغذية في رمضان:

يعود شهر رمضان علينا بفوائد صحية، نفسية، اجتماعية وتربوية جمة لا يغفل عنها، فهو شهر لتدريب النفس والجسد على الصبر والالتزام وكبح جماح النفس وتربيتها بترك بعض العادات الغذائية السيئة التي تضر بالصحة وإذا تمكن الصائم من اتباع بعض التوصيات في هذا الشهر الفضيل، فسوف يحظى بالعديد من الفوائد الطبية المقرونة بالصيام.

من أهمها المتعلقة في التغذية في رمضان:

دكتورة منى منور دكتورة تغذية ذكرت لـ(سونا) أن المجتمع السوداني فيه العديد من العادات الغذائية الخاطئة،‏ كالافراط  في تناول الطعام‏ عموماً والاكثار من تناول المأكولات الدسمة على وجه الخصوص والتركيز على انواع محددة من الاطعمة والتي يحتوي معظمها على كميات كبيرة من السعرات الحرارية‏ وتكون غنية بالدهون المشبعة، داعية لضرورة تنظيم الوجبات بحيث تتنوع لتشمل كل الاحتياجات الغذائية للجسم من الفيتامينات والنشويات والدهون والسكريات وهذا الأمر من شأنه أن يعزز الفوائد الصحية والتي تقي الصائم من الاصابة بالعديد من الأمراض. ‏

واكدت الدكتورة منى أن الصوم فيه فوائد وخير كثير كما جاء في قوله صل الله عليه وسلم: (صوموا تصحوا) وهو يؤدي إلى تجديد أنشطة جميع أجهزة الجسم والأعضاء ويخلص الجسم من الفضلات المتراكمة ويخفض مستوى الدهنيات في الدم.

ولكن في المقابل من المهم اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن، طيلة أيام السنة وليس فقط في شهر رمضان.

وجاء في حديث الدكتورة منى يعتمد على الغذاء الصحي والمتكامل والذي يشتمل على أنواع الأطعمة المختلفة، لكي يحصل الصائم على جميع المركبات الغذائية التي يحتاجها الجسم، ومن اهم الأمور التي يجب مراعاتها، هي تناول الطعام ببطء وعدم الاسراع فيه وذلك بالتركيز على المواد الغذائية السهلة الهضم مثل الشوربة والنشأ الدافئ، شرب كميات كافية من الماء بين وجبتي الافطار والسحورلامداد الجسم بالسوائل اثناء النهار، تجنب تناول المشروبات الغازية عند تناول وجبة الافطار والسحور لأنها تؤثر سلباً على عملية الهضم وتملأ المعدة بالسكر‏،‏ إضافة إلى إفتقار هذه الأنواع من المشروبات للقيمة الغذائية وتأثيرها على زيادة الوزن منوهة بضرورة تنوع المشروبات الطبيعية مثل عصير الفواكه وبعض الخضروات مثل الجزر والبنجر والكوسا بجانب العصائر الجافة مثل الكركدي والعرديب والحلو مر وغيرها، بجانب ممارسة الرياضة مساءا ً(لمدة ثلاثين دقيقة) بعد تناول أي وجبة بساعتين بالاضافة إلى ضرورة تناول وجبة الافطار على مرحلتين، إذ إن من المستحسن البدء بتناول بعض حبات من التمر وشرب الماء وبعدها تناول الحساء (الشوربة) مما يساعد على التحكم بكمية الطعام التي يتناولها الصائم.

أما في المرحلة الثانية فمن المحبذ أن تكون بعد اتمام صلاة التراويح وتحتوي هذه الوجبة على الطبق الرئيسي.

وفي ذات المنحى استضافت جامعة الخليج العربي اخصائية التغذية ليلى شهابي لتقديم محاضرة عن "أساسيات التغذية السليمة في شهر رمضان" حيث أكدت أن الصحة هي الثروة الحقيقية والأولى في حياة الإنسان، لترصد السلوكيات الخاطئة التي يتبعها عدد كبير من الناس من خلال متابعة ما يطرح من محتوى في وسائل التواصل الاجتماعي وعلى حسابات "الموضة او المواكبة" عن الرجيم والتغذية وهي لا تمت إلى الصحة بصلة، ولا تؤدي إلى الهدف المنشود في الجمع بين الوزن المثالي والصحة.

وطرحت تساؤلات أول المحاضرة عن عدد الأشخاص الذين يتحدثون طوال الوقت عن التغذية في المحيط الشخصي وفي الحسابات المتعلقة بالتغذية على وسائل التواصل الاجتماعي وعدد المحاولات لانقاص الوزن أو زيادته والبرامج الغذائية المجربة واسباب الاخفاق في تلك المحاولات، مفصلة في أنواع الاجسام والنظام الغذائي والنمط الرياضي الذي يناسبها، بل ذهب ابعد من هذا بالتشخيص نوع الاغذية بانواع البنية الجسدية والتى لخصتها فى ثلاث انواع هي وهم نوع "إندومورف، إكتومورف وميزومورف".والذى يعنى Endomorph أندومورف ذو الجسم السمين و الدائري . ال Ectomorph أكتومورف ذو الجسم الطويل والنحيل والضعيف اما ال Mesomorph ميزومورف و هو الجسد القوي , ذو جسد علوي على شكل مثلث أو حرف V  مفتول العضلات و منخفض الدهون.

وبيّنت مصادر الغذاء الأساسية والثانوية والتي من دونها لا يمكن للوجبات أن تكون مكتملة ومتوازنة لتوفي حاجة الجسم كالبروتين والكربوهيدرات والدهون المفيدة كمصادر أساسية والفيتامينات والأملاح المعدنية كمصادر ثانوية،

وقالت: "لا بد من تحدد الأهداف الفردية الخاصة قبل البدء ببرنامج غذائي ووضع خطة تتضمن تناول الأدوية (إذا كنت تعاني من أي مرض مزمن) وعمل التحاليل الدورية لمستوى الضغط والسكر والكولسترول ومراجعة أخصائي التغذية للمتابعة، إلى جانب ممارسة الرياضة ثلاث مرات بالأسبوع كحد أدنى، واتباع نظام غذائي متوازن خال من الحرمان".

وأضافت قائلة: "العين تأكل قبل الفم، فمشاهدة أصناف الأكل المختلفة تزيد من فتح الشهية والرغبة بالأكل ولا كبيرة لممارسة الرياضة أثناء فترة الصيام، فالمعلومة المتداولة بأن الرياضة أفضل في فترة الصيام تعتبر «خُــرافة»، ولا للحرمان من الاكل أثناء شهر رمضان، إذ يمكن الاستمتاع بكل صنوف الطعام من المائدة الرمضانية ولكن باعتدال"، مستعرضة العادات المرتبطة بشهر رمضان خصوصاً في الايام الاولي كالشعور بالصداع جراء التعلق بالتدخين وبالقهوة والشاي والمنبهات أوالشعور بالعطش الشديد أو بالكسل أو الاغماء والرغبة في النوم وعدم الرغبة في العمل بسبب التغير الذي طرأ على الساعة البيولوجية للجسم.

ودعت اخصائية التغذية ليلى شهابي بجامعة الخليج إلى عدم شرب الماء والسوائل بكميات مفرطة أول الفطور واخذها على فترات متقطعة من الفطور حتى الامساك بمعدل شرب 250 مل من الماء على دفعات كل ساعة، وعدم الافراط في تناول الحلويات في مقابل عدم الاكتفاء بالسلطات والفواكه وقت الإفطار وذلك لأنه الجسم يحتاج إلى جميع العناصر الغذائية، مكررةً أن سر نجاح الغداء المتوازن هو الاعتدال.

أخبار ذات صلة